فوائد البقدونس للكلى: حقيقة أم خرافة؟

لطالما شاع استخدام البقدونس في الطب الشعبي كعلاج طبيعي لمشاكل الكلى، حيث يُعتقد أنه يساعد على “تنظيف” الكلى وعلاج حصواتها. فما هي حقيقة هذه الفوائد من منظور علمي؟ وهل يمكن أن يكون للبقدونس أي أضرار على صحة الكلى؟

الفوائد المحتملة للبقدونس في دعم صحة الكلى

تشير بعض الأبحاث والدراسات الأولية إلى أن البقدونس قد يقدم بعض الفوائد المحتملة للكلى، وذلك بفضل خصائصه التالية:

• إدرار البول: يُعرف البقدونس بكونه مدرًا طبيعيًا للبول، مما يعني أنه قد يساعد على زيادة كمية البول المنتج. هذه الخاصية يمكن أن تساهم في طرد السموم والبكتيريا من الجسم عبر المسالك البولية، وقد تساعد في منع تكون أنواع معينة من حصوات الكلى.
• غني بمضادات الأكسدة: يحتوي البقدونس على مركبات مضادة للأكسدة مثل الفلافونويدات (Flavonoids) والكاروتينات (Carotenoids)، بالإضافة إلى فيتامينات A و C. تعمل مضادات الأكسدة على مكافحة الجذور الحرة في الجسم، والتي يمكن أن تسبب تلفًا للخلايا، بما في ذلك خلايا الكلى.
• المساعدة في التحكم بضغط الدم: يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض الكلى. يحتوي البقدونس على النترات (Nitrates) الغذائية التي يمكن أن تساعد في توسيع الأوعية الدموية، مما قد يساهم في خفض ضغط الدم.
• خصائص مضادة للالتهابات: تشير بعض الدراسات إلى أن البقدونس يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، والتي قد تكون مفيدة في حماية الكلى من بعض أنواع الالتهابات.

الحقيقة التي يجب الانتباه إليها: مخاطر وتحذيرات

على الرغم من الفوائد المحتملة المذكورة، من الضروري جدًا تسليط الضوء على المخاطر والتحذيرات الهامة المرتبطة باستهلاك البقدونس، خاصة بكميات كبيرة أو للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة:

• غني بالأكسالات (Oxalates): يحتوي البقدونس على نسبة عالية من الأكسالات، وهي مركبات يمكن أن ترتبط بالكالسيوم في البول لتكوين حصوات أكسالات الكالسيوم، وهي النوع الأكثر شيوعًا من حصوات الكلى. لذلك، فإن تناول كميات كبيرة من البقدونس يمكن أن يزيد من خطر تكون هذه الحصوات لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك، أو قد يؤدي إلى تفاقم حالة من يعانون منها بالفعل. ولهذا السبب، يُنصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ من حصوات الكلى بتجنب أو الحد بشكل كبير من تناول البقدونس.
• خطر على مرضى الكلى: يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة أو قصور كلوي تجنب تناول البقدونس بكميات علاجية. فالكلى المتضررة قد لا تكون قادرة على التعامل مع الكميات العالية من بعض المركبات الموجودة في البقدونس مثل الأكسالات والبوتاسيوم.
• التفاعل مع الأدوية: يمكن أن يتفاعل البقدونس مع بعض أنواع الأدوية، مثل:
  • مميعات الدم (مثل الوارفارين): لاحتوائه على نسبة عالية من فيتامين K الذي يلعب دورًا في تخثر الدم.
  • مدرات البول: قد يزيد من تأثيرها، مما قد يؤدي إلى فقدان كبير للسوائل والأملاح من الجسم.

يمكن القول إن البقدونس، عند استخدامه بكميات معتدلة كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن، قد يقدم بعض الفوائد العامة للصحة بفضل محتواه من الفيتامينات ومضادات الأكسدة. ومع ذلك، فإن فكرة “تنظيف الكلى” بالبقدونس أو استخدامه كعلاج لحصوات الكلى هي فكرة غير مثبتة علميًا بشكل قاطع وتحمل في طياتها مخاطر جدية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى.

نصيحة هامة: قبل التفكير في استخدام البقدونس أو أي عشبة أخرى لأغراض علاجية، من الضروري استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية، خاصة إذا كنت تعاني من أي حالة طبية مزمنة أو تتناول أدوية بشكل منتظم.