أنواع الطيور المهاجرة

تُعد هجرة الطيور ظاهرة طبيعية مذهلة، حيث تقطع ملايين الطيور آلاف الكيلومترات كل عام بحثًا عن الظروف المناخية الأنسب والغذاء الوفير ومناطق التكاثر. هذه الرحلة السنوية جزء أساسي من دورة حياة العديد من أنواع الطيور.

أسباب هجرة الطيور:

• البحث عن الغذاء: عندما يصبح الطعام نادرًا في مناطق التكاثر بسبب تغير الفصول (مثل الشتاء البارد)، تهاجر الطيور إلى مناطق أخرى حيث يتوفر الغذاء بوفرة.
• التغيرات المناخية: تحتاج الطيور إلى درجات حرارة معينة للتكيف والعيش. مع انخفاض درجات الحرارة في بعض المناطق أو ارتفاعها في أخرى، تضطر الطيور إلى الهجرة بحثًا عن المناخ المناسب.
• التكاثر: تهاجر بعض الطيور إلى مناطق محددة للتزاوج ووضع البيض وتربية صغارها في بيئة آمنة وثرية بالموارد.
• تجنب المفترسات: قد تهاجر الطيور لتجنب الحيوانات المفترسة التي تتجمع في بعض المناطق أو لضمان سلامة أعشاشها وصغارها.
• التعافي من الأمراض: في بعض الحالات، قد تهاجر الطيور للتعافي من الأمراض أو للحصول على بيئة صحية أفضل.

أنواع الطيور المهاجرة الشائعة:

تتنوع الطيور المهاجرة بشكل كبير، وتشمل مجموعة واسعة من الفصائل والأحجام. من أبرز الأنواع الشائعة:

• الطيور المائية:
  • البط بأنواعه: مثل البط البري، يهاجر في الشتاء إلى الأماكن الدافئة.
  • الإوز والبجع: معروفة بهجراتها الطويلة في مجموعات كبيرة.
  • الفلامنجو: تهاجر بحثًا عن المياه الضحلة الغنية بالطعام.
  • النورس وطيور الخطاف: تعتمد على صيد الأسماك وتتواجد بكثرة على السواحل.
  • أبو منجل وأبو معلقة: طيور خوض تعيش في المستنقعات والمياه الضحلة.
• الطيور الجارحة:
  • النسور بأنواعها: مثل العقاب النساري، وصقر الغزال.
  • الحوام الشائع: من الطيور الجارحة المنتشرة على نطاق واسع.
  • الباشق والشاهين: من الصقور المهاجرة.
• الطيور المغردة الصغيرة:
  • الهدهد: يقضي فترة هجرته في الدول الدافئة ثم يعود إلى موطنه الأصلي للتزاوج.
  • السمان: من الطيور التي تهاجر بكميات كبيرة.
  • الذعرة (الصعوة): تقضي الشتاء في المناطق الدافئة مثل مصر.
  • السنونو: معروف بهجرته لمسافات طويلة.
  • الزقزاق والطيطوى والأبقع وعصفور الجنة: من الطيور المهاجرة التي تتواجد في مناطق مثل بحيرتي قارون ووادي الريان في مصر.
  • الحبارى والكركي: من الطيور التي تقوم بهجرات موسمية.

مسارات الهجرة:

تسلك الطيور مسارات محددة تعرف بـ “مسارات الطيران” أو “ممرات الهجرة”. من أبرز هذه المسارات:

• المسار الأفريقي-الأوراسي: يمتد عبر أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويعبر ملايين الطيور هذا المسار سنويًا بين مناطق التكاثر والشتاء. تعد مصر من أهم نقاط العبور على هذا المسار، حيث تستقبل حوالي 500 نوع مختلف من الطيور المهاجرة.

كيف تحدد الطيور مسارها؟

تستخدم الطيور آليات معقدة لتحديد مسار هجرتها، منها:

• المجال المغناطيسي للأرض: تمتلك الطيور خلايا عصبية متخصصة وحساسة في عيونها تمكنها من رؤية المجال المغناطيسي للأرض، مما يساعدها في الاستدلال على الطريق.
• الشمس والنجوم: تستخدم الطيور موقع الشمس أثناء النهار والنجوم والقمر أثناء الليل لتوجيه نفسها.
• المعالم الطبيعية: تتعرف الطيور على معالم طبيعية مثل الجبال والأنهار والسواحل لمساعدتها في التنقل.
• الرائحة: يُعتقد أن بعض الطيور تستخدم حاسة الشم لتحديد طريقها.

تظل هجرة الطيور ظاهرة مذهلة تعكس تكيف الكائنات الحية مع بيئاتها، وتلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي للنظم البيئية.